كتبت سناء عبدالله
في شهر ديسمبر من عام 1932 قام موظف في النشرة الجيولوجية المصرية باتريك كلايتون برحلة في سيارته وسط الكثبان الرملية الصحراوية بالقرب من هضبة سعد وفجأة سمع صوتا غريبا ينبعث من تحت عجلات سيارته وعندما خرج منها وجد قطعا كبيرة من الزجاج الشفاف الأصفر والأخضر متناثرة في الطريق
كان الزجاج يتكون بنحو 100 بالمئة من مادة السيليكون ويتمتع بنقاوة غير عادية ولم يكن باتريك هو المكتشف الأول لحقول الزجاج في الصحراء الليبية التي أصبحت مشهورة في جميع أنحاء العالم وقد أكد العلماء أن هذا الزجاج كان يستخدم من قبل الصيادين القدماء والبدو الرحل لصنع أدوات العمل والسلاح الأبيض وغيرها من المواد كما أن هناك معلومات تشير إلى أنه تم اكتشاف خنفساء من هذا الزجاج في قبر توت عنخ أمون الشهير
انتشر هذا النوع من الزجاج على مساحة تمتد لمئات الكيلو مترات حتى أن بعض القطع كانت تزن إلى نحو 26 كيلو غراما لكن معظمها لديه وزن خفيف وأكثر ما تذكرنا بالشظايا المتناثرة من جراء كسر زجاجة كبيرة
وهناك فرضية تقول بأن تحويل الرمال إلى زجاج أصبح نتيجة لوقوع كويكب وهو الذي أثار انبعاثا قويا للطاقة الحرارية ولكن فإن لهذه النظرية العديد من العيوب فكما هو معلوم لم يتم العثور على سطح بحر الرمال العظيم على أي أثر لحفر تشبه القمع والتي يتم العثور عليها أثناء التصوير للطبقات الأرضية العميقة عن طريق الأقمار الصناعية
هناك نظرية تقول بأن سفينة فضائية غريبة أو نيزك لم يسقط على سطح الأرض وإنما انفجر في الفضاء على بعد بضعة آلاف من الأمتار من الكوكب وهذا ما يفسره عدم وجود أفواه للبراكين ولكن هناك أمر غريب آخر لقد تم العثور على تراكم كثيف لهذا الزجاج في منطقة أخرى من الصحراء وبالتالي فبحسب هذه النظرية هناك جسمان فضائيان بدلا من جسم واحد
بعد الاختبار الذي جرى في نيومكسيكو خلال انفجار قنبلة نووية تحولت الرمال إلى زجاج منصهر أخضر وهذا الشيء يدعم فرضية أن حقول الزجاج الموجودة على الأراضي المصرية هي آثار لحروب استخدم فيها الخصوم أقوى أنواع الأسلحة والتي كانت قادرة على تحويل شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية إلى صحراء
هنا وهناك وفي مختلف بقاع الأرض يمكن العثور على شظايا الزجاج الأخضر هل هذا يعني أن الأرض شهدت حرباً نووية أما أنه تم على الأقل استخدام كوكبنا كحقل للتجارب النووية
هناك اكتشاف آخر يمكن وضعه على قدم المساواة مع لغز الحقول الزجاجية في الصحراء الليبية والحديث هنا يدور عن قلعة тэп о’нот التي تقع على ارتفاع 560 متر على قمة جبل وإذا ما نظرنا من بعيد على هذه القلعة فإنه يبدو لنا أن جدرانها مصنوعة من أكوام من الحجارة ولكن عندما نقترب أكثر ونلقي نظرة فاحصة فإننا نرى بأنها ليست مصنوعة من الحجر الصلب وإنما من صخور منصهرة
ليس هناك جدل بين النظريات الموجودة حول ظاهرة تزجيج القلعة فوفقا الإحدى النظريات فإن أولئك الذين بنوا تلك القلعة قاموا بحرق وصهر وتحويل الصخور إلى زجاج وذلك في رغبة منهم بتمتين الجدران لكن هذه النظرية برأي البعض مثيرة للاهتمام ومشكوك فيها في آن واحد وذلك لأسباب عديدة أولها أن النار لم تعزز من قوة الجدران فقط وإنما دمرت بعض المناطق منها وثانيها المعروف أن درجة الحرارة المطلوبة لتزجيج صخور جدران القلعة يجب أن تصل إلى 1100 درجة مئوية وهذه الحرارة لا يمكن الحصول عليها من مجرد استخدام الخشب والأشجار كوقود
هناك فرضية أخرى تقول بأن جدران القلعة لم يتم حرقها من قبل من بناها ولكن السؤال لماذا اضطر الغزاة لبذل كل هذه الجهود الكبيرة من أجل تحويل الجدران إلى زجاج بدل من تدميرها وفي هذا الصدد هناك تفسير واحد فقط وهو أنه كان بحوزتهم سلاح مدمر قادر على صهر الحجارة
هناك معلومات كانت شائعة قديما تتحدث عن مادة تسمى النار الإغريقية وهذه المادة هي بمثابة النابالم القديم هذا النابالم كان يتمتع بقوة اشتعال كبيرة ولا يمكن إخماده عن طريق الماء، وكان يصل بواسطة المنجنيق وبفضل هذه الخاصية كانت تستخدم النار الإغريقية في المعارك البحرية مع العلم أنه لم يتم حتى الآن حل لغز هذه النار هناك رأي يقول بأنها إرث من الآلهة التي جاءت من كواكب أخرى
ويعتقد أنصار نظرية باليو كونتاكت بأن جدران القلاع الإسكتلندية تفحمت من قبل غرباء من الفضاء وهذه النظرية أكثر واقعية وإلا فإن تزجيج جدران القلعة يشير إلى أنه في العصور ما قبل التاريخ كانت تقطن أراضي بريطانيا الحديثة حاضرة قديمة قادرة على بناء القلاع الضخمة والقتال مع قوة كبرى أخرى عن طريق استخدام الأسلحة النووية أو الليزر ذات الاستطاعة الهائلة ولكن برأي المراقبين والمحللين كان ينبغي على هذه الحضارة الأسطورية القديمة أن تترك أثراً على هو موجود الآن